عيادة الموت في سويسرا ، عيادة الموت أو عيادات الانتحار من أجل حق المريض في الموت فيما يُطلق عليه الموت الرحيم والذي تم تعريفه وفقاً إلى اللجنة الخاصة بآداب مهنة الطب في مجلس اللوردات البريطاني كالتالي: “إجراء تدخل مُتعمد مع الإعلان عن النية في إنهاء حياة، للتخفيف من مُعاناة مُستعصية على الحل”.

الموت الرحيم أو الموت الجيد هو مصطلح حديث تم التعارف عليه في عدد محدود من البلدان والذي يعني تسهيل عملية الموت لأحد الأشخاص لإنهاء حياته بمحض إرادته.

استُخدِم هذا المُصطلح في البداية للتعبير عن رغبة الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المُستعصية أو هؤلاء الذين لا يتمكنون من توفير العلاج اللازم لهم (في الموت)! فالكثير من الحالات المرضية تُعاني من استحالة الشفاء وهو ما يجعلهم يكرهون الحياة ويلجأون إلى فكرة الموت الرحيم!

ترجع فكرة الموت الرحيم في الأصل إلى التاريخ اليوناني القديم، حيث كانت القبائل البدائية تلجأ إلى هذه الفكرة للتخلص من الأشخاص الذين يعيقون حركة تنقل القبائل مثل الأشخاص المصابون بالشلل وهؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة لا يمكن علاجها وهؤلاء المصابين بأمراض مُعدية.

يُعد المؤرخ الشهير “سوطونيوس” هو أول من استخدم مصطلح الموت الرحيم لوصف الطريقة التي مات بها “الإمبراطور أوغسطس قيصر” في أحضان زوجته “ليفيا” دون معاناة وبدون ألم. أما فكرة القتل الرحيم كمصطلح طبي استُخدِمت لأول مرة من قِبل الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون، في كتاباته لوصف مهمة الأطباء كالتالي “أن على الأطباء أن يعملوا على إعادة الصحة للمرضى، وتخفيف آلامهم. ولكن إذا وجدوا أن شفائهم لا أمل فيه، ترتب عليهم أن يهيئوا لهم موتاً هادئاً وسهلاً ”.

نترككم في هذا المقال من التميز السابع مع قصة الموت الرحيم في سويسرا لعالم استرالي بلغ 104 عاماً .

عيادة الموت في سويسرا

يندرج الموت الرحيم تحت ثلاث تصنيفات أساسية، هي:

  • القتل الرحيم الطوعي: وهو الذي يتم بكامل إرادة المريض وهو إجراء قانوني مُعترف به في عدد من البلدان منها: الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ وهولندا. وعادةً ما يُستخدم مصطلح “المساعدة على الانتحار” في هذه الحالة.
  • القتل الرحيم الغير طوعي: وهو الذي يتم بغير إرادة المريض ومثال على ذلك القتل الرحيم الذي يُجرى للأطفال. وبالطبع تم تحريم هذا الإجراء في كل بلدان العالم، ما عدا هولندا حيث يُمكن إجراء هذه العملية في حق الأطفال في حالاتٍ معينة تخضع لبروتوكول جرونينجن الطبي.
  • القتل الرحيم القسري: وهي الحالة التي يتم فيها إنهاء حياة المريض رغم إرادته، ومن أهم الأمثلة على ذلك القتل الرحيم في عهد المدن اليونانية القديمة أثناء الحروب، حيث كان يتم قتل هؤلاء أصحاب البنية الجسمية الضعيفة حتى لا يُعيقون حركة الجنود ولعدم أهليتهم لخوض المعارك الحربية.

عيادة الموت في سويسرا

الموت الرحيم في سويسرا هو إجراء قانوني تم الاعتراف بهِ في بداية عام 1940 ويتم طالما وافق المريض على ذلك، حيث يتم إنهاء حياة المريض بمساعدة الطبيب عن طريق إعطاء المريض عقاقير سامة تودي بحياة المريض بناءً على طلبه!

تبلغ تكلفة إجراء عملية الموت الرحيم في سويسرا حوالي 10.000 فرنك سويسري أي ما يقارب أكثر من 10.000 يورو. وهناك العديد من المنظمات السويسرية التي تقدم المساعدة ويد العون لكل من يريد إجراء هذه العملية.

حق المريض في إنهاء حياته

(أعطيني دواءً يُنهي حياتي) ذكرنا من قبل أن عملية الموت الرحيم تُجرى لهؤلاء الذين يُريدون التخلص من آلامهم وأوجاعهم المُستعصية. أما الحالة التي نحن بصددها اليوم تأتي على عكس هذه الأسباب، فبالرغم من الصحة المثالية وعدم وجود أي مرض عضال يعاني منه عالم البيئة الأسترالي “ديفيد غودول” إلا أنه طلب من الأطباء إجراء عملية الموت الرحيم لإنهاء حياته بعد أن تخطى عامه الـ 104 وأصبح زاهداً في الحياة.

وفي لقاءٍ تليفزيوني تم إجراؤه مع العالم الأسترالي ديفيد، كان حديثه كالتالي: (أنا لستُ سعيداً… أريدُ أن أموت… لم أعد أجد الكثير من المتعة في هذه الحياة… حتى سن التسعين كنت أستمتع بحياتي، لكن ليس الآن!… إذا اختار أحدٌ قتل نفسه فإن هذا عادلٌ بما يكفي، لا أعتقد أن أحداً عليه التدخل).

كذلك جاءت تصريحات “كارين غودول” ابنة العالم الأسترالي بأن هذه العملية ستكون بالتأكيد مسألة صعبة ولكنها سوف تحقق مراد والدها الذي زهد في الحياة. لجأ العالم ديفيد غودول إلى سويسرا لإجراء هذه العملية حيث أن الحكومة الأسترالية أجازت بالفعل إجراء عملية الموت الرحيم في عام 1999 ولكن القانون لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، أما في القانون السويسري فقد تم الاعتراف بالموت الرحيم كإجراء قانوني.

إحدى المنظمات الخاصة بتقديم المساعدة والتوجيه لهؤلاء الذين يريدون إجراء عمليات الموت الرحيم في سويسرا، قامت بحملة لجمع تبرعات لتحقيق أمنية العالم غودول في ذكرى ميلاده الـ 104 الخاصة بإنهاء حياته. وبلغت تلك التبرعات حوالي 15.000 دولار أمريكي. وفيما يلي الفيديو الخاص باللقاء التلفزيوني الذي تم إجراؤه مع العالم “ديفيد غودول”.

https://www.facebook.com/ajplusarabi/videos/%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85/1804529042923966/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *